البكالوريا تعيد الجزائر إلى « العصر الحجري » !

1
1840

قطع الأنترنت لتغطية فشل التنظيم Internet censurée

الجزائر: رشيدة دبوب / 23:45-19 يونيو 2016

هل كان يجب على الحكومة حجب الأنترنت في “البكالوريا – مكرر” من أجل تفادي “تسريب مكرر” لامتحانات الشهادة الأهم في حياة التلاميذ؟ هو الإجراء الذي بدا الأقرب إلى “مخ الحكومة”، ممثلة في الوزيرة بن غبريت وزميلتها فرعون، بل الأسهل لوضع حد لصداع فضائح البكالوريا التي وضعت الحكومة على كف عفريت، وما بدا من خلال حجب الأنترنت، فإن حرية التعبير، والأنترنت واحدة من الفضاءات المهمة، لممارستها، ليست ضمن أجندة حكومة وضعت البلاد كلها في مركز امتحان.

“عقاب جماعي” بسبب البكالوريا
حجب الأنترنت يثير سخط الجزائريين
 تسبب انقطاع الأنترنت الذي رافق إجراء امتحان البكالوريا، أمس، في تذمر واسع لمختلف شرائح المجتمع بسبب الأهمية التي أصبحت تكتسيها مواقع التواصل الاجتماعي، سواء من الجانب المهني أو حتى التواصل اليومي، وندد الجميع بلجوء الحكومة إلى حرمان الجزائريين من هذه الوسيلة طيلة 5 أيام.

استفاق الجزائريون، أمس، على انقطاعات تامة لمواقع التواصل الاجتماعي وضعف واضح للأنترنت، وباءت كل محاولات استعمالها بالفشل، ليتأكد الجميع أن الأنترنت “في عطلة” إلى غاية ساعة من امتحان البكالوريا المعادة، وهو ما أثار سخطهم واحتجاجهم، حيث ذكر عمال وطلبة أن “ما أقدمت عليه الحكومة غير منطقي، لأن حماية البكالوريا من التسريبات كان ينبغي التخطيط لها بعيدا عن مصالح المواطن”. وهنا علق أحد منتسبي قطاع الإعلام “لأجل امتحان البكالوريا يدفع الجميع الثمن”، مبرزا أنهم تعودوا على استعمال الأنترنت كأسرع وسيلة اتصال وعمل في آن واحد، ليجدوا أنفسهم ضائعين في كيفية القيام بعملهم اليومي، بعد أن أجبروا على استعمال الوسائل البدائية لذلك.

في المقابل، ذكر أحد الطلبة أنه في الأيام الأخيرة لإنهاء مذكرة تخرجه، ويعكف هذه الأيام على تصفح مختلف المواقع من أجل تدوين المصادر وترقيم الفهرس، ليجد نفسه ضحية هذا الإجراء، ما يحتم عليه الانتظار إلى غاية انتهاء يوم الخميس، في الوقت الذي حرم الملايين من استعمال مفتاح “غوغل” الذي يعد أكبر شبكة معلوماتية في مختلف المجالات والميادين، ناهيك عن حرمان عدد واسع من شرائح المجتمع من استعمال وسائل التواصل الاجتماعي للدردشة وتبادل المعلومات. واقع لم يقتصر التنديد به على المواطن البسيط فحسب، بل امتد إلى ممثلي نقابات مختلف قطاعات الوظيف العمومي التي رأت في هذا الحجب “خطوة في غير محلها”، فرئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، ذكر أن استعمال الأنترنت كوسيلة عمل بالقطاع لم تصل بعد إلى درجة الأهمية التي يشعرون بفقدانها اليوم، حتى وإن تحتم عليهم البحث الدائم والاطلاع المستمر على آخر المستجدات في القطاع، كما أن هناك أطباء تعودوا التواصل مع زملائهم في الخارج للاستفادة من خبرتهم والاستفسار عن أمور معقدة.

وفي تعليقه على الحجب، قال مرابط إن “ما حدث شيء مؤسف للغاية، فعوض إيجاد حلول أخرى لحماية البكالوريا من التسريبات، حمّلوا الشعب الجزائري المسؤولية بحرمانه من الأنترنت”، وهو فشل ذريع حسبه، وسوء تخطيط وتسيير أثبت أنه ليس بإمكانه حماية مصداقية البكالوريا، وكان الأجدر بهم، يضيف مرابط، “إجراء الامتحان داخل ثكنات عسكرية وإعلام الأولياء أنهم لن يروا أبناءهم إلا بعد انتهاء فترة اجتيازه مادام لم يتوصلوا إلى حلول لمواجهة التسريبات”.

أما المكلف بالإعلام بنقابة “كناباست”، مسعود بوديبة، فقال “عندما نفشل في تنظيم امتحان نعاقب كل الجزائريين”، كل هذا حسبه، “دليل قاطع على أن وزارة التربية لم تتمكن من احتواء القطاع ولم تتمكن بمختلف وسائلها من توقيف ظاهرة تسريب المواضيع، بل أصبح الأمر حتمية، والتكنولوجيا يضيف بوديبة، كشفت أن التسريب موجود وأصبح بشكل واسع، بعد أن كان في دوائر مغلقة، وتأسف ذات المسؤول أن تتحول البكالوريا من فرح وعرس ينتظره كل الجزائريين إلى حزن وشؤم بما أصبح يرافقه من إجراءات تزعج الجميع. من جهته، تحدث رئيس الاتحادية الوطنية لعمال المالية، لصلع ناصر، عن الخسائر التي يتكبدها قطاع المالية بسبب هذه الانقطاعات  التي تمس المعاملات اليومية التي تعتمد على الأنترنت، وقال أنهم “يستعملون هذه الوسيلة بشكل يومي وتوقيفها مساس بحقوقهم”، مؤكدا أنهم “ضد هذه الخيارات لأنه كان الأجدر إيجاد حلول أخرى عوض المساس بمصالح المواطنين”.

– See more at: http://www.elkhabar.com/press/article/107626/#sthash.VoVqlGKf.dpuf

1 COMMENTAIRE

  1. لماذا تبكون عن حجب الانترنات عندما وجدت الوزارة حل لانهاء تسرب مواضيع البكلوريا والذي كنتم تنتضرون من خلاله وضع الوزارة والوزيرة والصلطة امام معضلة، ان العملية كان يرجو منها اسقاط بن فبريط ولو كان ذلك على حساب ابناء الجزائر وان دل ذلك على شئ فهو يدل على قذلرة الفعل وهناك من هو مستعد على فعل اكثر من هذا من الإجرام لو اتيحت الفرس، اما بكاء البعض عن حجب مواقع لاإتصال الاجتماعي ما هو الا اعتراف ضمني عن فشل عملية خسيسة بل ضربة في الضهر للشعب ارتكبها قطاع طال ما حاول ان يظهر في الصفوف الامامية من ركائز الشعب ولكن الأحداث برهنت على انه قطاع chantage بعيدا كل البعد عن العلم والمعرفة

LAISSER UN COMMENTAIRE

S'il vous plaît entrez votre commentaire!
S'il vous plaît entrez votre nom ici