هنيئا لك سيد بوتفليقة!

7
2974

http://www.alquds.co.uk/boutefli

توفيق رباحي

Sep 20, 2016

يحق للرئيس عبد العزيز بوتفليقة وحاشيته أن يرقصوا فرحا بالنخب السياسية والثقافية والإعلامية في الجزائر، وابتهاجا بمستواها الذهني والمعرفي المنحط والذي يمنحهم سِلما مطلقا.
في دولة فاشلة على أكثر من صعيد ومجتمع يسير بلا ضوء وبلا هدف في الحياة، مجتمع اختار ترك كل مشاكله معلقة ويصر على التمسك بالقشور والسطحي من الأشياء، تجد «نخب مثقفة» متسعا من الوقت والترف لإثارة جدل طويل عريض على خارطة تافهة في كتاب مدرسي ذُكر فيها اسم إسرائيل بدلا من فلسطين.
يحدث هذا في.. 2016. في بلد معطل منذ ثماني سنوات لا شيء ينمو به باستثناء صناعة اللصوصية والفساد المالي والسياسي، لا يتحرك أحد، ولا يسأل أحد، ولا يتألم أحد. ثم تقوم الدنيا على رجليها من أجل خارطة رديئة لا تُرى بمايكروسكوب.
يحدث هذا بينما لم يعد الأمر يقلق الفلسطينيين ذاتهم، ولا العرب في معظمهم، فيأتي جزائريون يدّعون المعرفة والنخبوية، ويزايدون عليهم! وبينما تضع محطات تلفزيونية عربية عابرة للحدود خارطة إسرائيل على رؤوس الاشهاد في كل نشرة أخبار على مدار الساعات والايام.
هل كان الفلسطينيون ذاتهم سيقيمون الدنيا مثلما فعل بعض الجزائريين المحسوبين على نخبة المجتمع؟ أشك.
ماذا يضير إسرائيل لو أن كتابا تعليميا في المدرسة الجزائرية (التي لم يعد أحد يذكرها بشيء) حذف خارطتها من الوجود؟ وماذا يفيد فلسطين لو أن هذا الكتاب تضمن الخارطة ذاتها منقوشة بالذهب على صفحاته؟ وماذا يفيد الجزائر أو يضرها لو كان على الخارطة اسم إسرائيل أو فلسطين أو الاثنتين معا؟
إسرائيل التي داست على كرامتنا جميعا وأهانت دولنا وشعوبنا وحكامنا، لا نهزمها بحذف اسمها من خارطة كهذه. بل قد لا يشرفها أصلا أن يوضع اسمها في أي خارطة في الدول العربية.
وفلسطين التي بيعت منذ 60 سنة بثمن بخس ومقابل كراس هشة، لن تعود بخارطة في كتاب طبعته دولة تقف على هامش المعترك الدولي اسمها الجزائر.
الذين أقاموا الدنيا على الخارطة ويعتبرون وجودها تطبيعا مع إسرائيل، يتناسون عمدا أن رئيس هذه البلاد هرول نحو رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك ليصافحه أثناء جنازة الملك الحسن الثاني في الرباط صيف 1999. كانت تلك هديته الأولى للجزائريين والفلسطينيين بعد ثلاثة أشهر من تسلمه الحكم. أين كان الذين أوجعتهم الخارطة اليوم؟ أيهما أخطر.. المصافحة أم الخارطة التافهة؟ إنهم أجبن من أن يقولوا كلمة حق.
لو كانت الخارطة ستنقذ المدرسة الجزائرية من نكستها وترفعها إلى صف المدارس المتنورة والمتقدمة، أقسم أنني سأحملها بيدي الاثنتين وأتجه بها نحو الجزائر سيرا على الأقدام!
سنرى، وقد صححت وزارة التعليم الخلل بإدراج اسم فلسطين بدلا من إسرائيل، بعد الضجة الكبرى، سنرى كيف يتحرر الفلسطينيون ويغرق الجزائريون في الخير والمجد!
مع الأسف، الخارطة ليست آخر المشاكل، والذين يختبئون وراءها يدركون ذلك جيداً، لكنهم يستثمرون في طيبة الجزائريين ويعبثون بصدق مشاعرهم تجاه فلسطين والشعب الفلسطيني لتصفية حسابات عقائدية وسياسية.
أكتب بغضب لأنني على يقين أن تماسيح منتشرة في الأوساط «المثقفة» والإعلامية تتعمد إثارة الجدل تلو الجدل وتقتات من الأزمات لكي تعرقل العمل المدرسي وتوقف ذهاب الأطفال إلى مدارس ـ منكوبة أصلا ـ كل صباح. إنهم لا يقيسون انتصارهم بأي إنجازات علمية تحققها المدرسة والجامعة الجزائريتان، بل بتعطل المدارس وبحجم وكمّ الاحتجاجات فيها، وبسقوط هذا الوزير أو ذاك. دافعهم اليوم خلاف عقائدي مع وزيرة التربية والتعليم نورية بن غبريط، وهدفهم إسقاطها.. تماما مثلما تآمر أضدادهم في 1992 وأطاحوا بالوزير علي بن محمد للأسباب ذاتها والدوافع ذاتها، وبالطرق ذاتها.
منذ 1992 لم تقطع المدرسة الجزائرية خطوة واحدة إلى الأمام: النقاشات العقيمة ذاتها، الخلافات ذاتها، الفشل ذاته، حتى الوجوه ذاتها. يا للعار، ويا لقلة الحياء!
قلبي مع تلاميذ وتلميذات الجزائر، مع كل أب يعمل كالعبد من أجل تعليم أطفاله، ومع كل أمٍّ تقف على عتبة الباب مودِّعة أطفالها وداعية لهم بالنجاح، وهم يتجهون كل صباح نحو مدرسة ليس لها من اسمها غير الاسم. لكن أي نجاح والتماسيح بالمرصاد مصرّة على الجمود وعلى البقاء في 1992؟ بل مصرّة على جعل التلاميذ رهائن في صراعات بلا طائل ولن تنتهي.
في تسعينيات القرن الماضي انقسم الجزائريون إلى ثلاث فئات: واحدة تقتُل، وأخرى تُقتَل وثالثة (من الشطار) تثرى وتزيد وتدعو الله أن يطول الحال. اليوم، انقسمت «النخب» الجزائرية إلى ثلاث فئات أيضا: واحدة تنعق، وأخرى تنبح، وثالثة تبعث أولادها إلى مدارس وجامعات أوروبا، وتدعو الله دوام الحال.
عندي يقين مطلق أن ذكر إسرائيل في ذلك الكتاب المسكين ليس عملا متعمداً. قناعتي أنه خطأ، سيتكرر مثله وأسوأ منه، يعود إلى الهوان العام والتشرد اللذين اصابا المجتمع الجزائري فأفقداه معالمه وقضيا فيه على كل القيم والأشياء الجميلة.

٭ كاتب صحافي جزائري

7 Commentaires

  1. De quelle élite parlez-vous M. Rabahi ? Nous n’avons que des individus dont certains sont bardés de diplômes mais pour lesquels il manque l’essentiel, l’éducation, la conscience professionnelle et le sens du devoir. La course aux dinars est lancée depuis longtemps, à qui va ramasser le plus, rapidement et tous les moyens sont bons et tous les coups sont permis. Une société qui voient ses enseignants, médecins et autres le matin exercer leur «métier» et le soir transformer en vendeurs de n’importe quoi, des élus jamais et pour certains rarement préoccupés par les problèmes de leurs électeurs, des citoyens livrés à eux mêmes. Alors que pouvons-nous attendre si ce n’est la catastrophe.

    • Bonjour Djamel,

      Je n’ai pas lu l’article car je ne lis pas l’arabe mais je devine à travers ton intervention de quoi il s’agit et je partage ton point de vue totalement. Ici c’est chacun pour soi et dieu pour tous depuis l’indépendance à nos jours. et plus le temps passe et plus on développe des stratagèmes diaboliques et de plus en plus perfectionnés pour truander toute la société chacun à sa manière. Bonne journée.

  2. Y A PAS D ELITES QUI VOUDRAIS BIEN SE SACRIFIER POUR CETTE SOCIETE ! quand au personnel politique actuel nous le meritons ! Nous avons eu entre les mains des opportunites extraordinaires de construire le pays a partir de la constitution de 1989 mais nous ne l avons pas proteges peut etre que nous ne l a meritons pas! L ORGANISATION POLITIQUE du pays a l instar de celle des autres pays arabes est pratiquement la meme! une minorite soit disant de guauche qui fait beaucoups de bruits qui tronque la chachia mais n arrive pas a s y faire avec le beret…son poids electoral arrive difficillement aux 2 A 3 % LE MOUVEMENT ISLAMISTE qui quoi que l on dise est predominant nous l avons vu en tunisie au maroc en egypte…les systemes en place qui se prevalent etre des nationalistes un dationalisme qui ne se conjugue que par la dictature l impunite et la reproduction perpetuelle des politiques rentieres qui empechent le pays de s exprimer!!!!la seule fois ou les urnes se sont exprimees nous AVONS BIEN VU CETTE ELITE TRAHIR LA CAUSE DEMOCRATIQUE EN SOUTENANT CLAIREMENT L ARRET DU PROCESSUS ELECTORAL TOT EN SACHANT QU IL VA COUTER CE QU IL A COUTE L HISTOIRE D ALGERIE RETIENDRA CETTE TRAHISON…ET SES AUTEURS..QUI N ONT NORMALEMENT PAS LE DROIT DU TOUT D EVOQUER LA DEMOCRATIE…
    APRES 1000 MILLIARDS DE DOLLARS DE DEPENSES ON N A PAS ENCORE PERMIS A L ALGERIEN D AVOIR UN DROIT D OBTENIR UN RAPPORT MEDICAL DE L OPERATION QU IL A SUBIT DANS LES CLINIQUES …IL N AURA PAS DROIT NON PLUS D AVOIR UNE FACTURE…C EST CA LE RESULTAT DE LA GOUVERNANCE DU PAYS…ET ON OSE MEME DECLARER QUE NOS HOSPITAUX SONT MEILLEURS QU OUTRE MERS ALORS QU EN MAURITANIE AU MALI OU AU CONGON CES DOCUMENTS CONSTITUENT UN REFLEX ORDINAIRE…

  3. اظن ان الوثبة الجماهيرية الصادرة من كل مكونات المجتمع من كل الآفاق ؤ من كل الاعمار دليل على ان الروح النضالية وشعلة الكبرياء الجزائرية ما زالت متقدة.
    السيد رباحي قد يصيبه كما اصابنا جميعا س شئ من الإحباط و اليأس من هكذاحالات السكيزوفريميا الاجتماعية اين العامة ينتفضون لصورة خريطة و لا يبالي لامور اكثر اهمية و مصيرية و عاجلة،و لكن اليست القدس و فلسطين على قدر المساواة ف مع الام الحنون الجزائر في وجداننا، فصغر كلمة اسرئيل على الخريطة لا يظاهيها الى الا حجم الاحساس باغتصاب الذاكرة الجماععيةوالتاريخية و الدينية و الثؤرية لاجيال جزائرية كاملة،و هذا يجعلني اطمئن و اتفاءل رغم الواقع المر

LAISSER UN COMMENTAIRE

S'il vous plaît entrez votre commentaire!
S'il vous plaît entrez votre nom ici