! صفعة و…..صفعة

1
2001

الموقف
صفعة و…..صفعة !
بقلم فضيل بوماله
قيل لنا حينها أن شرطية تونسية صفعت البوعزيزي في سيدي بوزيد. وحدث ما حدث إلى أن أضرم ذلك الشاب المعذب في الارض النار في جسده ولقي حتفه.وقف أثناءها وبعدها « التوانسة » وقفة رجل واحد إلى أن أسقطوا رأس النظام الذي فر هاربا الى السعودية حيث يظلم الكثير من الناس هناك أيضا. أوقفت الشرطية التونسية عن عملها وسجنت لفترة لكن القضاء الانتقالي اثبت براءتها من صفع البوعزيزي لغياب دليل مادي يثبت ذلك ولتطابق اقوال الشهود خاصة من زملائها الذين تضامنوا معها. غير أن سيرورة التاريخ اتخذت مجراها وحدث تحول كبير في تونس بسبب هذه القطرة التي أفاضت الكأس.
ماذا نستطيع قوله عن الجزائر بسلوكات نظامها البوليسي؟ ماذا يريد هذا النظام والى أين يتجه بالشعب والبلاد؟ الا يتعض من تاريخه الانقلابي والدموي؟ الا يتعض من تاريخ الأنظمة الفاسدة الاخرى؟ ألم يفهم بعد أنه لا محالة هالك وأنه لن ينتصر على الشعب والتاريخ حتى وإن توهم ذلك ؟؟ الم يدرك أن البركان النائم سيستيقظ يوما لا محالة ويأخذه أخذ عزيز مقتدر؟ أليس بامكاننا اليوم التحرر وبناء دولة قانون دون دماء وتحطيم لكياننا الجمعي أرضا وشعبا؟ عمر النظام أقصر مما تتصوره عصبه وجماعاته والاهم هو حفاظنا على الجزائر..لكن هل بامكانها الاستمرار في ظل النظام القائم ؟ تلك هي الاستحالة الكبرى لان النظام هو الخطر الاكبر عليها اليوم وغدا.
منذ شهر، اعتدي على أساتذة جامعيين داخل جامعة الشهيد مصطفى بن بولعيد (باتنة 22) بالضرب والتحرش والإهانة من قبل بلطجي سلط عليهم فوقيا يشهد الأساتذة أنه يحمل بندقية صيد داخل الحرم الجامعي و »يتفرعن » فيها على هواه. منذ أقل من اسبوعين، ضرب أساتذة وجرحوا واوقفوا بكلية العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر 3 بأوامر فوقية،حسب بيانات جمعية الاساتذة العامة،لعبت فيها السلطة والوصاية والأمن وحزب جبهة التحرير الوطني بأيادي بلطجية دور المدنس لكل ما هو علم وثقافة وجامعة واخلاق. ومنذ أيام قليلة، اعتدت الشرطة بعنف كبير على تجمع مسالم قام به طلبة الصيدلة بجامعة ابن يوسف بن خدة (الجزائر 1) لم يطالبوا فيه بإسقاط النظام أو تطبيق المادة 102 من الدستور على رئيس متمسك بالحكم مع عصبته وهو يحتضر وانما طالبوا فقط ولا غير بحقوق بيداغوجية . انظروا كيف هوجم صيادلة الغد كما أساتذة الجامعة من قبل جهاز أمن لغته الوحيدة هي العنف أيا كان المحتجون.
انظروا كيف يعتدي ذلك الشرطي بالصفع على أحد الطلبة بكل عنجهية ووقاحة وإذلال.فعكس حادثة البوعزيزي مع الشرطية، كان الصفع والاعتداء، في حالتنا الجزائرية، مصورين موثقين لا لبس فيهما. و الغريب أن معظم ضباط الشرطة من خريجي الجامعات لكن ولاءهم للسلطة وخوفهم على مساراتهم المهنية يجعلهم يديرون ظهورهم لما يسمى الدولة ويخضعون للحاكم خارقين الدستور والقانون وكل اخلاقيات الحوار وإدارة النزاعات والوساطة وحماية الحقوق الفردية والجماعية وخدمة المواطنين،الخ.
لكن ماذا ننتظر من نظام خان دم الشهداء واكل مال اليتامى والفقراء وكسر اقلام المثقفين واغتال عقول
العلماء؟؟!!
فضيل بوماله

1 COMMENTAIRE

LAISSER UN COMMENTAIRE

S'il vous plaît entrez votre commentaire!
S'il vous plaît entrez votre nom ici