هستريا جماعية تصيب مختطفي البلاد، اسمها…منصوطيش

0
3975

رشيد زياني الشريف

شيء فريد وملفت يشهده المواطن منذ أيام، جو غير معهود، قوم يزبدون ويرغون، في هستريا تامة، خطابات نارية حارقة وتصرفات متشنجة مبتذلة، فما الخطب؟ وماذا حدث ليتحولوا إلى هذا المنظر المثير للشفقة؟

يبدو أن الأمر خطير هذه المرة، ويمكننا القول دون مبالغة أنهم لأول مرة يخشون انكشاف المستور، وتظهر سوأتهم القبيحة أمام الملأ، فلا الوطنية التي ابتذلوها توظيفا ولا الحكمة التي تقمصوها زورا ولا التخويف من انفلات الأمر الذي وظفوه  دهرا لتكبيل حراك الشعب وشل قدراته، ولا شيء من هذا قد أفلح في استدامة عراهم، لكن الأخطر من كل هذا، أن هؤلاء القوم لا يهمهم أن يكونوا عراة بقدر ما يهولهم أن ينكشف عراهم، وهذا سبب هذه الفورة التي ميزت المشهد في الآونة الأخيرة.

مشهد بائس على مقربة بضعة أيام من موعد الزيف الأكبر. ماكينة عصابة الحرايمة في ثوب رجال دولة، انطلقت بقضها وقضيضها، بوزرائها، وسياسييها ورجال أعمالها وأحزابها وبلطجيتها، في حربها الهوجاء ضد المقاطعين لكرنفال 4 ماي، ومحاربة من يعمل على إفساد عرس فالسو. الجديد هذه المرة في حرب الحرامية الرسميين أن الوسائل البديلة التي منحت الشباب فرصة تخطي الحظر والرقابة والمحاصرة الإعلامية، هذه الوسائل مرغت أنوفهم وكشفت هشاشة وسخافة حجج المزمرين والمطبلين من العالفين 4 نجوم. أشرطة شباب على اليوتوب وقصائدهم وتدخلاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي كانت بمثابة القشة التي قسمت ظهر بعير الزيف والباطل، فأخرجته عن أطواره.

من وزير « شؤون الدينية » الذي يتهم الشباب بالتطاول على الصحابة لمجرد استعارتهم مقاطع من فلم الرسالة لتمرير رسالتهم الأصيلة، فراح ينعتهم ظلما وبهتانا وتزلفا، بأوصاف لا تحق لمعالي وزير رأى مثل هذه الإساءة في عمل الشباب (دم البعوض) ولم ير إساءة أكبر في حق الوطن والشعب والدين (دم الحسين) عندما بارك وهلل ودافع عن الظلم السائد الذي يعد عند الله أكبر مفسدة « وإن الشرك لظلم عظيم » وصف المولى عزّ وجلّ الشرك بالظلم لشناعة الظلم، لكن الحقيقة التي لم يفصح عنها وزير الدين، أن خطر شريط الشباب هو فضحه زيفهم بلغة العصر، وتمكنه من دخول بيوت مئات الآلاف من المواطنين، بعد أن كانت هذه البيوت حكرا على اليتيمة وزيفها، هنا يكمن الخطر وهنا يكمن الجرم، وما عدا ذلك سخافة لا يقتنع بها صاحبها.

ثم لحق الوزير سرب من البلطجية المحترفين الذين جندوا لتقليل من شأن هؤلاء الشباب وتخوينهم ونعتهم بأتفه النعوت، ثم تبعهم جوقة المسؤولين الحكوميين والسياسيين بين محذر من خطر المساس بالأمن، وكأن تعبير المواطن عن موقفه الرافض للظلم والحيف والفساد هو مساس بالأمن، وبين مهدد بضرب بيد من حديد!!!

هناك طيف آخر فضل نوعا مبتكرا من التضليل لحث المواطنين عل المشاركة في شهادة الزور، فراحوا من منابر تجمعاتهم في بيع الأوهام والهذيان، من قبيل ذلك الفارس المغوار الذي امتطى صهوة عنتريته ليعلن عن فتح باب الجهاد والوعد بتحرير القدس، فتصبب الصهاينة عرقا وذعرا وأصلبهم في مقتل.

لم نشك يوما أن هؤلاء الحرامية لم يعيروا أبدا اهتماما للشعب ولمعارضته ولسخطه ولموته البطيء لكن هذه المرة، تبدو الأمور مختلفة، ربما لأن عرى الباطل الذي جمعهم لم تعد متماسكة، لذا تحسسوا مخاطر مثل هذه المبادرات الشبابية، وأدركوا أنها ستأتي على بنيانهم المتهاوي فتسحب عنهم آخر خيط من ثوب الزيف الذي يسترون بهم فسادهم المستشري، وحق لهم أن يهلعوا لأن مشوار الألف خطوة قد انطلق ولن يكون بوسعهم وقفه إلى الأبد.

LAISSER UN COMMENTAIRE

S'il vous plaît entrez votre commentaire!
S'il vous plaît entrez votre nom ici