14.9 C
Alger
jeudi, mars 28, 2024
No menu items!
spot_img
Accueil Zoom عجبًا لبلد يُمَجّد « الراي » ويُهمل نُخبَه العلمية

عجبًا لبلد يُمَجّد « الراي » ويُهمل نُخبَه العلمية

4
4029

عجبًا لبلد يُمَجّد « الراي » ويُهمل نُخبَه العلميةcheb Khaled

2016/09/03
أبو بكر خالد سعد الله

أستاذ جامعي قسم الرياضيات / المدرسة العليا للأساتذة- القبة

 http://www.echoroukonline.com/ara/articles/496619.html

قرأنا في نهاية شهر أوت أن وزارة الثقافة راسلت خلال مارس الفارط منظمة اليونسكو، طالبة منها إدراج أغنية « الراي » في تراث الإنسانية العالمي.

ذلك أن هذا الفن قد تمكّن من الانتشار وتجاوز حدودنا غربًا وشمالا ولذا صارت بلادنا تخشى أن يسجَّل هذا التراث باسم دول أخرى، وهي الحريصة على صيانة فننا وتقاليدنا وتراثنا الثقافي!!

 

« الراي » المبجَّل

والدليل على هذا الحرص أيضا أن الجزائر تنظم خلال أسبوع كامل في شهر أوت من كل سنة مهرجان « الراي » في مدينة بلعباس (بعد أن كان ينظَّم في وهران) ويؤم المهرجان مشاهير مُغَنّي « الراي » الذين تغدق عليهم وزارة الثقافة الأموال كما تغدقها على بعض أمثالهم في فنون موسيقية أخرى!!

وسوء حظ « الراي » هذا العام في الجزائر أن الخزينة العمومية صارت شحيحة لما أصاب أسعار البترول من هوان فارتأت وزارة الثقافة « تأجيل » (الظاهر أنها استحت أو خشيت من استعمال لفظ « إلغاء ») المهرجان السنوي ووعدت بتنظيمه عام 2017. وقد تأسفت وسائل الإعلام المعروفة وتباكت على هذا « الوضع الكارثي » الذي راح ضحيتها « الفن والثقافة »!!!

نرجو ألا يظن القارئ بأننا من عشاق « الراي »، وإنما دفعنا فضولنا إلى الاطلاع على بعض أدبياته فقرأنا أن أحد صحفيي أسبوعية « الجزائر الأحداث » البارزين، السيد محمد بلحي، هو صاحب الفكرة الجهنمية التي أدت إلى النهوض بـ »الراي » في مطلع الثمانينيات حيث استطاع « تصديره » إلى فرنسا -لأن هذا الفن كان منبوذا في الجزائر آنذاك وفشلت صحيفته في الترويج إليه رغم جهودها المضنية.

ومن ثمّ تبنّته الأوساط « الفنية » الباريسية لِما ينطوي عليه من عناصر انحلال « تكسر الطابوهات » الأخلاقية في البلد المصدر. فنظمت هناك أول مهرجان دولي لهذا الفن، واستقبلت أهله بالأحضان،  ونشرته في وسط فئة واسعة من المغتربين، وفتحت قنوات إذاعية في باريس تبثّ على مدار الساعة أغنية « الراي » لا غير!

والكل يذكر أن وسائل الإعلام المسموعة والمرئية لم تتجرأ عندنا على إسماع المواطن آنذاك تلك الأغاني ولا السماح له بمشاهدة هؤلاء المُغنين نظرا لما في كلمات أغانيهم من سوقية وبذاءة. فضلا عن المستويات الثقافية والدراسية لهؤلاء الفنانين التي تكشفها لغة تخاطبهم وسطحية أفكارهم وسِيَرهم وكلمات أغانيهم.

ورغم ذلك يُقال أنه كان من بينهم « عباقرة » يستطيع الواحد منهم تأليف وتلحين وأداء أغنيتين خلال الأسبوع ونشرها في الأسواق « لتلبية حاجة الجمهور » حسب دعواهم!! وصار هؤلاء، شبانًا وشابات، نجوما في باريس ومرسيليا بفضل أغان مَطْلع أقدمها رواجًا « البيرة عَرْبية والويسكي ڤاوري (الجعّة عربية والويسكي إفرنجي) »… ثم ذاع صيتهم في بلادنا عند بعض الجمهور، وصار حال « الراي » كمن يخرج من النافذة ويدخل من الباب! وتبنّته عندئذ السلطات رسميا بعد « استيراده » وأحاطته بكل عنايتها!! يقول البعض المتهكمين: ما المانع أن نعيد استيراد ما كنا صدرناه؟!

التفريط في النخب العلمية

وبالموازاة مع هذا الاهتمام البالغ والتمجيد المبتذل لدى سلطاتنا لهذا الفن الذي لا يزال يستحي كثير من مواطنينا الاستماع إلى كلماته، نجد إهمالا كاملا للنخب العلمية من الشباب عندنا. ونضرب على ذلك مثالا بسيطا : منذ حوالي 4 سنوات أنشأت وزارة التربية ثانوية لها طابع خاص سمتها « ثانوية الرياضيات » وسجلت فيها أفضل التلاميذ من كل ولاية. واعتبر الكثير هذه الخطوة في حد ذاتها بالغة الأهمية وصفقوا لها وتباشروا بتداعياتها العلمية على المجتمع.

وبطبيعة الحال فهؤلاء المتفوّقون من التلاميذ ليسوا مطالبين أثناء مشوارهم الدراسي بالتخصص في الرياضيات بل يمكنهم التخصص في كثير من العلوم الأساسية الأخرى ذات الصلة بالفيزياء والهندسة والكيمياء والإعلام الآلي، إلخ. والجدير بالذكر أن ثانوية الرياضيات ليست المؤسسة الوحيدة القادرة على مرافقة النجباء بل يمكن التفكير في بدء غربلة التلاميذ في كل ولاية ومتابعة النجباء منهم في عين المكان والعناية بهم منذ المرحلة الابتدائية.

نعتقد أن الحكومة (نقول الحكومة لأن الأمر يتعلق هنا بما يتجاوز وزارة التربية في جزء كبير منه) لو كانت جادة في هذه الظروف التي يشتكي فيها الجميع من تهاوي مستوى التعليم عندنا، نقول لو كانت جادة لعملت على جعل هذه الثانوية « مشتلة » يتخرج منها تلاميذ متميزون علميا، تتم مرافقتهم عن كثب – بكل الوسائل المادية والمعنوية – حتى نهاية دراستهم الجامعية وبداية مشاورهم المهني. وإلاّ كيف يمكن أن تعوّل البلاد مستقبلا على عبقرية هذا الطراز من الخريجين؟ أو أنهم يريدون الاتكال على عبقرية « الراي » للخروج من التخلف؟!

لكن ما يحدث أننا لم نلحظ أي عناية خاصة بهؤلاء التلاميذ في ثانوية الرياضيات من حيث التكوين المتميز (مثل اختيار أفضل الأساتذة والإداريين…) والنشاطات الثقافية والفكرية الموازية داخل الثانوية. وإذا كان الأمر يتعلق فقط بحصول التلاميذ على الباكلوريا بمعدل مرتفع فنعتقد أنهم قادرون على ذلك دون إعانة أحد.

وفضلا عن ذلك التهاون من قبل السلطات، ماذا نوّفر لهم بعد التخرج والحصول على الباكلوريا؟ ماذا تقترح الحكومة على هؤلاء النجباء؟ لا شيء! فهم يسجلون في أي جامعة أو مؤسسة، شأنهم شأن الآخرين من طالبي العلم.. لا امتياز لهم على بقية الطلبة من حيث منحة الدراسة أو الغرفة الجامعية أو الإطعام أو العناية المعنوية. وهكذا، إذا تميزوا قبل الباكلوريا فذلك التميّز سيذهب سدى في الجامعة ويصبح الجميع سواسية في المستوى التحصيلي المتدني. وحتى إن تفوّقوا فتفوقهم سيكون قضية نسبية.

ما المانع أن تفتح لهم وزارة التعليم العالي قسما خاصا (قبل الماستر على الأقل) في إحدى الجامعات، وجناحا يليق بمقامهم في حي جامعي لتحفيزهم على المضي قدما في التفوق ويتكوّنون تكوينا متميزا يجعل منهم لَبِنات يمكن للبلاد أن تعوّل عليها في بنائها؟

من جهة أخرى فإن المبادرات الجمعوية والخاصة يمكنها التكفل بجزء من هذه المهمة. وهنا أيضا يمكن أن نضرب مثالا على ذلك: خلال هذا الصيف بادر أحد الزملاء العاملين في الخارج بتنظيم مدرسة صيفية سماها « مخيم الرياضيات » في ولاية ساحلية لمدة نصف شهر أو يزيد.. جمع فيها حوالي 20 تلميذا وطالبا من ألمع تلاميذ القطر في مادة الرياضيات جاؤوا من مختلف المناطق.

وبعد أن كانت له وعود مفادها أن السلطات المحلية بالولاية ستساعده في موضوع الإيواء والإطعام وتوفير أقسام في مؤسسة تربوية اتضح في آخر لحظة أن تلك الوعود كانت كلها وعود عرقوب. وما كان على هذا الزميل إلا أن طرق باب الخيّريين من المواطنين في المدينة فأسكنوا طيلة الورشة التلاميذ في شققهم. كما وفروا لهم أقساما في مدرسة خاصة لتكون مكان نشاطات الورشة. وتبرّع آخرون بوجبات الغداء للمشاركين في الورشة!

وهكذا، بعد أن كادت تلغى الورشة حققت بفضل هَبَّة الخيّرين نجاحا باهرا. وكان لهذه المبادرة صدى طيب لدى عديد الزملاء حيث أنارت السبيل لمن يريد الإسهام في العناية بنخبنا. وهذا أمر مطلوب نظرا لتخلي السلطات العمومية عن هذا الموضوع لحد الساعة.

كيف لا نتكلم عن « تخلي » السلطات، وهي تلعب دور المتفرّج في هذا الباب… وكأن الأمر لا يعنيها ولا يهمها إن تفوّق زيد أو هاجر عمرو إلى حيث يجد العناية والتبجيل. ولذا نسأل: من هو المسؤول عن تهجير النخب العلمية؟ أليسوا هم أولئك الذين يمجّدون اليوم « الراي » ومن سار في ركبه؟! أليس من حقنا أن نقول، والموسم الدراسي قد حلَّ، بأن أضعف الإيمان أن يحيط هؤلاء الساسة نخبَنا العلمية من الشباب بنفس العناية التي يحيطون بها « شبان الراي »؟

4 Commentaires

  1. LE RAIL EST UNE CHANSON CULTURELLEMENT NON EXIGEANTE A LA PORTEE DE TOUS! des paroles tres populaires a la limite de l argot , des phrases a l intonation extreme …une maniere de democratiser la poesie ou de la deprecier c est selon! ce qui choque c est que l on trouve des vertus a sa vulgarite !!!

  2. Bonjour à tous,

    A ce que je comprend, ce style de chansons supporte tout et à toutes les vitesses. Qui va de la locomotive diesel ou électrique jusqu’au dernier des wagons. Bonne journée à tous.

  3. Au fond, ce texte a été écrit plutôt pour condamner fermement ces autorités qui n’accordent aucune importance particulière à la formation d’une élite scientifique… et pourtant la matière première existe avec, par exemple, les bacheliers ayant eu plus de 18/20 de moyenne au bac. Il est évident qu’avec ces jeunes, s’ils étaient bien encadrés, le pays aurait pu (et peut) faire des miracles!

    Je disais que le texte voulait souligner ce fait en faisant une sorte de parallèle avec l’intérêt que porte les autorités au patrimoine « RAI ». Mais je constate que les commentaires (nombreux au Chorouk surtout) semblent s’intéresser beaucoup plus à la place du Rai dans notre société.

LAISSER UN COMMENTAIRE

S'il vous plaît entrez votre commentaire!
S'il vous plaît entrez votre nom ici