رسالة إلى كل معتقلي ومعتقلات الثورة السلمية

1
2630
Redouane Boudjema

سلام الحرية عليكم أنتم الأحرار والحرائر في زنزاناتكم، تحية لكم و أنتم تواجهون مع شعبكم منظومة حكم مسجونة في تخلفها وغارقة في فسادها واستبدادها، منظومة فاقدة للبصر والبصيرة، لأنها تعيش خارج المجتمع في محميات نادي الصنوبر وغيرها من المحميات، فهي لا تعرف شعبها ولا تريد أن تعرفه.
كنت أود أن أخص كل واحد منكم ومنكن برسالة مفردة وأنتم ما يقارب 200 معتقلا، في سجون الجزائر التي احتضنت الثوار الذين حاربوا الاستعمار والاستبداد.
لكن خوفي كان كبيرا في أن أظلم أي واحد منكم، بسبب عجز قد يصيب لغتي، أو أظلم ميار كل واحد منكم أو منكن قد يزيد من ظلم سلطة فاسدة لكم ولكن.
كنت أود أن أخاطب وبشكل مباشر الكثير منكم بشكل منفرد، وفيكم الصديق والزميل والاخ ممن تربطني به علاقات صداقة ونضال وصحبة واختلاف في بعض الآراء واتفاق على أخرى، لكن ما يجمعني بكل واحد منكم ومنكن انتماء مشترك لوطن مغتصب ومصادر ممن استباحوا كل شيء واحترفوا الكذب والتسلط والتضليل. وانتجوا العنف والكراهية والاختطاف والإقصاء.
ما يخجلني وأنا أخاطبكم أنه يوجد من بينكم مسنون، وعلى رأسهم المجاهد لخضر بورقعة الذي كان أول من اعتقل بينكم والكثير منكم شارك في الكثير من المبادرات للمطالبة بإطلاق سراحه، وكم كنت أتمنى أن لا أكون حيا أرزق لأعيش هذه اللحظة وبورقعة الذي كان الذراع الأيمن لجيلالي بونعامة يعتقل منذ مائة يوم وهو مريض في ال 86 سنة من العمر، ما أتذكره عن بورقعة الذي لم التق به في حياتي إلا مرتين، مرة في آخر يوم من سنة 2015 وهو يحوم حول جثمان المجاهد والمعارض حسين ايت أحمد، وكان حزنه عميقا وكنت أشعر أنه كان حزينا لفقدانه لعدة أسباب، لعل أهمها الشعور بغربة أكثر في زمن الرداءة السياسية التي أنتجت دكاكين لا تؤمن لا بالمبادئ ولا بالمواقف ولم تسمع قط بالأخلاقيات السياسية، ومرة ثانية في رمضان الماضي وقد زارنا في الحي رفقة رفيقه في الزنزانة وصديقنا وجارنا في الحي فضيل بومالة، وقد كان يتحدث بحسرة كبيرة عن المناورات والمغامرات والمتاهات التي أوصلنا إليها حكم مستبد وفاشل أدار ظهره لتضحيات الشهداء.

أيها الأحرار أيتها الحرائر

أنتم أحرار حتى وأنتم في السجن، لأن وراءكم الملايين من الجزائريين والجزائريات الذين يصرون على إنجاح الثورة، ولا يملون من مخاطبة السلطة بخطاب « اطلقوا أولادنا يالحقارين »، كما أن كلهم لا يخافون الاعتقال ولا الزنزانات، وهم يرددون « هذا الشعب ماهوش حابس أدونا قاع لحباس ».

أيها الأحرار أيتها الحرائر
من ماسينيسا إلى حكيم وجلالي وكريم وسميرة وفضيل ولخضر واكلي وارزقي ومحمد وعبد الحكيم واحمد والحسن والحسين وعمر وايدير وعلي.. وكلكم دون استثناء ممن تحملون أسماء الهوية والدين والتاريخ، أسماء الحكمة والعزة والشرف من أسماء الشهداء والأنبياء والعلماء والاشراف في بلد الشهداء الأخيار، لا تقلقوا دعوا القلق لنا، فيكفيكم السجن، دعوا القلق لأن نجاح الثورة أمر مؤكد، لأن الشعب مصمم على القطع مع كل مستبد مستعبد، فأنتم رموز الحرية والشرف، تذكروا المفكر والفيلسوف الإيطالي أنطونيو غرمشي الذي كان يبعث رسائل السجن لأفراد عائلته علمهم فيها قيم الحرية والصمود وهو سجين، فخلدت الإنسانية وإيطاليا غرامشي ودفنت موسوليني وفاشيته إلى الأبد، كما كانت الزنزانة مجالا كتبها فكره الذي يدرس في كل جامعات الدنيا، فكر ساهم في تطوير مفاهيم المجتمع السياسي و المدني و الهيمنة الثقافية وغيرها من المفاهيم.
لن أقول لكم أكثر من أننا سنلتقي قريبا خارج السجون كلنا لنحتفل بنجاح الثورة وتنظيم انتقال ديمقراطي هادئ وذكي يقطع مع الفساد والاستبداد والاستعباد في جزائر لا يظلم فيها أحد، جزائر تقصي الإقصاء وتكره الكراهية، جزائر
الوطنية النظيفة التي تغرس الأخلاقيات السياسية والقيم الديمقراطية.

ابنكم و اخوكم و صديقكم و زميلكم و رفيقكم

رضوان بوجمعة.
الجزائر في8 أكتوبر 2019

1 COMMENTAIRE

  1. بما انه ليس بإمكان الجزائري ان يدلي برايه بكل حرية و ليس باستطاعة الطلاب ان يمشوا في المسيرات و التعبير عن انشغلاتهم
    او بما انه لا يمكن للصحفي ان ينقل الحقائق في وسائل الاعلام المكتوبة و المقروءة و السمعية البصرية فاعلموا اننا كلنا معتقلين و ان لم نحبس بعد في الزنازن بعد فمن الاولى أن نطالب بإطلاق كل المعتقلين فورا بما فيه نحن كلنا . الم باني بعد القيام بحركة بحجم الظلم الذي تعانيه
    Nous sommes tous des détenus d’opinions potentiels autant demandé la libération de tous les détenus immédiates et sans conditions ..a quand une actions d’envergures qui nous libéreras tous

LAISSER UN COMMENTAIRE

S'il vous plaît entrez votre commentaire!
S'il vous plaît entrez votre nom ici