ايدير …من اث يني الى ديار السعادة إلى العالمية …

0
1871
Redouane Boudjema


حميد شريات المعروف باسم ايدير يرحل اليوم في أحد مستشفيات باريس وهو الذي كان يقاوم المرض منذ أكثر من سنتين، يرحل و هو في عقده السابع.
ايدير الفنان لا يمكنني الحديث عنه إلا كمستمع، لأني لست متخصصا في الفن للحديث عن موسيقار كبير قام بدراسات عليا في الموسيقى، و ادخل الات جديدة على الموسيقى الجزائرية و الفن القبائلي على وجه الخصوص. و ساهم في دخول الموسيقى الجزائرية العالمية في القرن الماضي.
أتحدث عن ايدير الإنسان و المثقف الملتزم في محطتين، عن ايدير الذي يرفض و يعبر و يتدخل في الشأن العام من حين لآخر، مما سبب له الكثير من الكراهية الإعلامية و التضليل و التشويه.

حي ديار السعادة…عمارة الفنانين.. من محمود وزة إلى الباجي .

كنت ادرس في السنة اولى ابتدائي سنة 1978 في مدرسة ديار السعادة لأنني كنت اقطن في هذا الحي بالعاصمة، و انا من مواليد المدنية، كنت اقطن في العمارة نفسها المعروفة باسم la tour، التي كان يقطن فيها ايدير مع والدته، والتي كان يسكنها كذلك الفنان محمود وزة و كان الفنان الباجي من روادها وهو الذي كان يسكن على بعد بضعة أمتار عنها، أتذكر جيدا أحاديث الباجي إلى الشباب و تبادل الأحاديث مع محمود وزة في الفن و الثورة و لموسيقى، و كان ايدير يخصص بعض السهرات في حديقة من حدائق العمارة من أجل أن يتمتع الشباب ببعض الاغاني القبائلية وهم الذين كانوا يعيشون الفقر و العوز، …
ايدير كان في بداية شهرته، و كان في مداعبته للقيتارة كثيرا ما كان يلتحق به الراحل محمود وزة بمزماره..
هذه الصور كانت تصنع جوا في الحي مع الانتقال في الحديث عن الأغنية المعاصرة و اغنية الشعبي مع الباجي في صور التلاحم الاجتماعي و الشعبي في حي من الأحياء التي واجهت الاستعمار وقاومت الاستبداد…
غادر ايدير الجزائر و الحي سنة1979، وأخذ والدته بعدها في التسعينيات بعدما بقيت وحيدة في البيت إلى أن وافتها المنية…

 » لمن أغني لجزائريين يقتلون يوميا أو لمن يقبعون في محتشدات الصحراء »

هذا هو جواب الراحل ايدير لوزير الثقافة و الاتصال آنذاك حمراوي حبيب شوقي الذي كلم ايدير هاتفيا سنة1993 في إطار حفل غنائى كبير نظم بمركب 5جويلية…
كان هدف الحفل ظاهريا انساني، لكنه كان سياسيا في محاولة لتضليل الرأي العام العالمي و الوطني حول الوضع السياسي و الأمني الذي كان مترديا بعد انقلاب العسكر سنة92 على الشاذلي و إلغاء أول انتخابات تشريعية، و بداية الاعتقالات و الاختطافات و كل تجاوزات حقوق الإنسان…
رد ايدير لم يرق السلطة انذاك، و كان نتيجته حملة إعلامية واسعة كان فيها الكثير من الكذب و التضايل، و قد كتبت بعض الصحف تقول أن ايدير طلب اموالا، و صحف أخرى قالت أن ايدير يعبد الدينار و لا يخاف رب الدينار…و غيرها من حملات الكراهية..
هذه الحملة كانت جزء من حملات كانت تشنها السلطة ضد كل من لا يسير في نهجها من سياسيين و صحفيين و جامعيين و غيرهم…
ايدير كان فنانا ملتزما، و كان يقول أنني لا يمكن أن اعترف بسلطة لا تعترف بلغني و هويتي، كما أنه كان انسانيا يرفض التصفيق للعنف مهما كان مصدره، و لهذا رفض و قاطع كل دعوات إحياء الحفلات و الجزائريون يقتلون في تسعينيات القرن الماضي…لأن الحياة كانت مهمة بالنسبة لايدير ، و الحق
في الحياة هو الأساس ، وهو الذي يحمل اسم ايدير، المشتق من الحياة باللغة الامازيغية، الحياة التي غادرها اليوم عشية الاحتفال باليوم العالمي لحرية التعبير، لكن أعماله المعبرة ستعيش إلى الأبد…
وداعا ايدير …الجزائر التي كنت تحلم بها التي ترفض العنف و الاقصاء و الأحادية ستولد يوما و ستتذكرك كما ستتذكر غيرك من كل الرافضين للعنف و الزيف و الحيف…

الجزائر مطلع الثالث ماي 2020
رضوان بوجمعة

LAISSER UN COMMENTAIRE

S'il vous plaît entrez votre commentaire!
S'il vous plaît entrez votre nom ici