العزوف.. معضلة الانتخابات البلدية القادمة بالجزائر

0
1736

http://www.aljazeera.net/news/

محللون يرون أن العزوف تعبير عن موقف سياسي ضد غياب مصداقية العملية الانتخابية ونزاهتها (الجزيرة)
محللون يرون أن العزوف تعبير عن موقف سياسي ضد غياب مصداقية العملية الانتخابية ونزاهتها (الجزيرة)
 

عبد الحميد بن محمد-الجزائر

عاد النقاش مجددا إلى الساحة الجزائرية حول ظاهرة العزوف عن المشاركة في الانتخابات، مع اقتراب موعد إجراء انتخابات المجالس البلدية والمحافظات المقررة في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2017.

وتباينت مواقف الموالاة والمعارضة بين من يعتقد أن الإقبال سيكون مقبولا ومعقولا بسبب ما تمثله البلدية للمواطن، وبين من يرى أن عدم نزاهة العملية الانتخابية وضعف سلطات المجالس البلدية وفقدان الثقة بين المواطن والسلطة سيجعل سيناريو العزوف الشعبي يتكرر مرة أخرى.

ويشارك حوالي 51 حزبا والمئات من القوائم المستقلة في الانتخابات المحلية، حيث يتنافسون على 1541 مجلسا بلديا و48 مجلسا ولائيا (محافظات) في ثاني انتخابات تعرفها البلاد هذا العام، عقب الانتخابات التشريعية التي جرت شهر مايو/أيار الماضي ولم تتجاوز نسبة المشاركة فيها 37%، ومنحت فوزا عريضا لأحزاب الموالاة.

نسبة معقولة
ويقول رئيس الكتلة النيابية للتجمع الوطني الديمقراطي بلعباس بلعباس إن حزبه سيعمل على رفع نسبة المشاركة في الانتخابات المحلية، رغم أنه يرى أن نسبة 37% التي سجلت في الانتخابات البرلمانية الأخيرة تعد « مقبولة ومعقولة ».

ويرأس التجمع الوطني الديمقراطي رئيس الحكومة الحالية أحمد أويحيى، الذي يعتبر من رجالات الحكم في الجزائر.

ويؤكد بلعباس للجزيرة نت أن العزوف ظاهرة عالمية تعرفها حتى الديمقراطيات العريقة.

مناصرة: كلما تراجعت نزاهة الانتخابات انخفضت نسبة المشاركة (الجزيرة)

كما يتوقع أن تكون المشاركة مرتفعة يوم الاقتراع، « لأن انتخابات المجالس البلدية لها طابع خاص نظرا للطبيعة القبلية للمجتمع الجزائري، وشعور المواطن أن البلدية هي الأقرب إليه ». ويدعو بلعباس الأحزاب إلى تقديم مرشحين يتمتعون بمصداقية « من أجل نيل رضا المواطن ودفعه للذهاب إلى صناديق الاقتراع ».

ويتفق رئيس الكتلة النيابية لحزب جبهة التحرير الوطني سعيد لخضاري مع حليفه في الموالاة في أن العزوف ظاهرة عالمية، لكنه يتوقع أن تكون المشاركة في الانتخابات المقبلة أعلى « لأن المواطن يشعر بأنه معني مباشرة بها عكس الانتخابات التشريعية ».

ويضيف لخضاري للجزيرة نت أن لا خوف على الانتخابات المحلية، « وإذا حدث وسجلت نسبة ضعيفة فإن الخطأ هو خطأ الأحزاب لأنها لم تقدم مرشحين في مستوى تطلعات المواطنين ».

النزاهة والعزوف
أما رئيس حركة مجتمع السلم المعارضة عبد المجيد مناصرة، فيقول للجزيرة نت إنه « كلما تراجعت نزاهة الانتخابات انخفضت نسبة المشاركة ».

وأرجع مناصرة ظاهرة العزوف إلى فقدان الثقة في العملية الانتخابية نتيجة التجارب السابقة، حيث اقتنع جزء كبير من الشعب بأن الانتخابات « لا تساهم في التغيير الحقيقي »، وكذلك إلى ضعف صلاحيات المجالس البلدية « مما يجعلها عاجزة عن حل المشاكل ويثني المواطنين عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع ».

ويطالب مناصرة بهيئة مستقلة تماما عن الحكومة تتولى تنظيم العملية الانتخابية من بدايتها إلى نهايتها، مع توسيع صلاحيات المجالس البلدية.

ليلى سيدهم: العزوف الشعبي تعبير عن موقف سياسي (الجزيرة)

فقدان الثقة
وتصف أستاذة العلوم السياسية بجامعة الجزائر ليلى سيدهم العزوف الشعبي بأنه تعبير عن موقف سياسي، بسبب ما تسميه « الشرخ القائم بين المواطن والنظام الحاكم ».

وتقول ليلى سيدهم -في حديث للجزيرة نت- إن الإشكالية تكمن في أزمة شرعية النظام والصراع الحاصل بين العسكري والسياسي، مما يجعل المواطن غير معني، « فهو إما متفرج أو مستعمل رهينة ».

وترى سيدهم أن إقصاء الشخصيات الفاعلة ذات المصداقية من الساحة السياسية نتيجة تدخل المؤسسة العسكرية يزيد من عزوف الشباب عن المشاركة في التصويت، وضربت على ذلك مثلا بمرحلة ما قبل التدخل العسكري لإلغاء المسار الانتخابي عام 1992، حيث كان الناخبون يشاركون بكثافة لأن السياسيين كان لهم امتداد شعبي حقيقي، « أما الآن فهناك خارطة سياسية مفروضة وقواعد اللعبة محددة سلفا ».

ويتوقع الكاتب الصحفي فيصل مطاوي أن تكون نسبة المشاركة مرتفعة، « لأن المواطن يرى أن المجالس المحلية لها صلة مباشرة بحياته اليومية »، موضحا -في حديث للجزيرة نت- أن العزوف الذي عرفته الانتخابات التشريعية الأخيرة « كان عقابا للبرلمان الذي لا يقوم بدوره نحو المواطن في الدفاع عن حقوقه ». وبحسب مطاوي فإن الفوز سيكون لأحزاب الموالاة التي تدافع عن برنامج الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

المصدر : الجزيرة

LAISSER UN COMMENTAIRE

S'il vous plaît entrez votre commentaire!
S'il vous plaît entrez votre nom ici