فوزي سعدالله: السلطة لا تريد صحافة كُفؤة ومحترمة

0
2621

الصحافي فوزي سعدالله يقول لزاد دي زاد إنه جاء للعمل في الصحافة « بالصدفة.. لأنها المهنة الوحيدة التي كانت متوفرة سنة 1990 ».

عناوين فرعية

  • المخابرات منحت « حُرّاسا » الاعتماد لإنشاء صحف وهمّشت المِهنيّين

  • المشهد الإعلامي الجزائري في تراجع يثير الأسف والشفقة

  • المخابرات لا زالت تحيي وتميت وتشتري الصحفيين

  • المؤسسات الإعلامية الجزائرية لها كفاءات عالية بمقاييس دولية لكنها مُستقطَبة سياسيا أو مخنوقة مهنيا

  • هناك صحفيون يهود جزائريون عملوا في الجزائر المستقلة وكانوا يحبون وطنهم

يروي ضيف « زاد دي زاد »، الصحفي الجزائري في قناة أورونيوز »، فوزي سعدالله، كيف اختطفته المخابرات من مقر صحيفة « الحرية » ويؤكّد أنه لا يعلم – إلى اليوم- لماذا اختطفته، ولمّا استفسر قالوا له إن السبب هو « الخدمة العسكرية »، عِلما أن الخدمة العسكرية من صلاحيات الدرك.

يجمع سعدالله بين الصحافة والترجمة والبحث، فهو صحفي وترجمان في قناة “أورونيوز”، يتقن العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية، ويحمل تجربة صحفية تناهز 26 سنة، عاش الخوف في الجزائر حين كان الصحفيون يدفعون أرواحهم ثمنا لحرية الكلمة.
ضيفنا عاشق للتاريخ العثماني والأندلسي في الجزائر وله مؤلفات في هذا الموضوع، كما أنّه من السبّاقين إلى الكتابة في موضوع حسّاس جدّا هو يهود الجزائر، حيث ألّف ثلاثة كتب عنهم هي: “يهود الجزائر هؤلاء المجهولون” ثم “يهود الجزائر، موعد الرحيل”، فـ “يهود الجزائر، مجالس الغناء والطرب”.
في هذا الحوار الطويل، يستعرض سعدالله تجربته الشخصية كما يتحدّث عن واقع الصحافة في الجزائر ومستقبلها ويسمّي الأشياء بمسمياتها دون تحفّظ، حيث أبدى تخوّفه على الصحافة ويتّهم المخابرات بتأزيم وضع الصحافة في التسعينيات، وفي المقابل يثق في قدرات الصحفيين الجزائريين على التألّق “إذا توفّرت لهم الظروف الملائمة”.
كيف يقدّم فوزي سعد الله نفسه لقراء “زادي دي زاد” وللجيل الجديد من الصحفيين؟
صحفي جزائري مائة بالمائة من إنتاج جامعة الجزائر متخرِّج بليسانس في النظرية الاقتصادية وليسانس في اللغة الإنجليزية ومستوى الماجستير في التحليل الاقتصادي.
كل دراساتي تمت في الجزائر. وجئت إلى العمل في الصحافة عن طريق الصدفة، لأنها المهنة الوحيدة التي كانت عام 1990م، خلال فترة “النقاهة الديمقراطية” في عهد حكومة مولود حمروش، لا تطلب بطاقة الخدمة العسكرية التي لم تكن آنذاك في حوزتي بعد.

هل لك أن تعرفنا على مسارك المهني، وما المحطّات التي شكّلت نقلة نوعية في هذا المسار، وأين تعمل الآن؟
أول مقال نُشر لي كان في يومية “المساء”، كمساهمة من قارئ، عن حرب الخليج الأولى ضد عراق صدام حسين قبل اندلاع الحرب بنحو ستة أشهر. وتفاجأتُ بنشر مسؤولي الصحيفة هذا المقال على الصفحة الأولى وتعزيزه بالصور في حين كان يُفترَض أن يُنشَر في صفحة “منبر القراء” فقط.. وسعدتُ بطبيعة الحال إلى حد احتفاظي بنسخة من الصحيفة إلى اليوم.
لكن أول مقال مدفوع الأجر نُشر لي بصفتي صحفيا متعاونا كان بعد بضعة أسابيع في الصحيفة الأسبوعية الناطقة بالفرنسية المتخصصة في الاقتصاد والسياحةPerspectives de l’économie et du tourisme (آفاق الاقتصاد والسياحة) لصاحبها الصحفي الراحل حميد بن مَبْخُوطْ المعروف بـ: حميد سْكِيفْ والذي شجَّعني ووثِق بي وأنا آنذاك طالب في معهد العلوم الاقتصادية بالخرُّوبة وفي معهد اللغات الأجنبية في بوزريعة وفي معهد التعليم المكثف للغات في الجامعة المركزية حيث كنت أدرُس اللغة الإسبانية. وكانت فرحتي عظيمة لا توَصف لمَّا صدر لي أول مقال عن قابلية الدينار الجزائري للصرف والتحويل إلى عملات صعبة، في إطار الإصلاحات الاقتصادية لحكومة مولود حمروش، حيث اندهشتُ، تقريبا، لرؤية توقيعي أسفل المقال كغيره من المقالات وكصحفي وليس كقارئ يكتب في منابر القراء.. كان حُلمُ طفولة بالكتابة الصحفية وتأليف الكتب يشقّ خطواته الأولى نحو التحقق.. وهذا شيء جميل وحدثٌ كبير في حياة الإنسان.

أول مقال نُشر لي كان في يومية “المساء”، كمساهمة من قارئ، عن حرب الخليج الأولى ضد عراق صدام حسين قبل اندلاع الحرب بنحو ستة أشهر. وتفاجأتُ بنشر مسؤولي الصحيفة هذا المقال على الصفحة الأولى وتعزيزه بالصور في حين كان يُفترَض أن يُنشَر في صفحة “منبر القراء” فقط.

بعدها بدأتْ التنقلات، وأحيانا التسكّعات، من صحيفة إلى أخرى : “البديل”، “العالم السياسي”، “الحدث”، “الحرية”، “La Nation”، “اليوم”، “أخبار العاصمة”، “الخبر الأسبوعي”… إلى أن ضاقت بي الجزائر وضقتُ بها فتركتها إلى آفاق أخرى أوسع وأرْحب لم تكن سهلة المنال.. وأنا اليوم صحفي ومترجم وترجمان (الترجمة الفورية) باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية أشتغل لقناة تلفزيونية أوروبية في فرنسا بعد تجارب أخرى إذاعية وتلفزيونية وفي الصحف المكتوبة في البلد ذاته وبلدان أخرى من بريطانيا إلى الخليج العربي، من بينها في باريس إذاعة “مونت كارلو الدولية”، “إذاعة الشرق”، تلفزيون “فرانس 24″، مجلة “الحدث العربي والدولي”، مجلة “سينما”… وفي لندن صحيفة “القدس العربي”، وصحيفتا “البيان” و”الشروق” الإماراتية وغيرها.
في الوقت ذاته، واصلتُ بحوثي للمتعة الشخصية أولا ولخدمة الجزائر أيضا من موقعي، وإن قسَتْ عليَّ في مرحلة من مراحل حياتي، وأيضا للتعلُّم وفهْم ما يحيط بي، ونشرتُها في عدة مؤلفات، آخرها “الشتات الأندلسي في الجزائر والعالم”، الذي سيصدر قريبا متأخرا بعام كامل عمَّا كان مقررا له لظروف خاصة.
بالمناسبة، لو تفضَّل صحفيٌّ واحد فقط في كل صحيفة أو إذاعة أو تلفزيون خلال مشواره المهني بتأليف كتاب واحد على الأقل في مجاله يُضمِّنُه، حسب المقدرة، ما تراكم لديه من خبرة ومعارف لكانت الجزائر أفضل بكثير ثقافيا واجتماعيا وأخلاقيا مما هي عليه اليوم.

3 – أنت باحث في التراثين العثماني والأندلسي بالجزائر؟ ما الذي جذبك إلى هذين التخصصين؟

zoom

الصورة مأخوذة من صفحته على فيسبوك

على وجه التحديد، أهوى البحث في التراث العثماني الجزائري، وهو بالضرورة متداخل مع التراث الأندلسي المحلي. وقد كنتُ منذ العاشرة أو الحادية عشرة من عمري، بفضل كُتب ومجلَّدات الشيخ عبد الرحمن الجيلالي عن “تاريخ الجزائر العام” وكتاب عبد القادر حليمي “مدينة الجزائر، نشأتها وتطورها” وبتشجيع من الوالد على المطالعة، متشوقا لمعرفة كيف كان أجدادنا يعيشون في مدينة الجزائر وقصبتها قبل احتلال البلاد… تلك القصبة التي استوعبتْنا وعجنتْنا وصهرتْنا في ثقافتها وتقاليدها وطقوسها والتي نشأْنا في أزقتها واغتسلنا وارتوينا من عيونها التي رعاها ذات عقود من القرن 17م المْعلَّم موسى الثغري الأندلسي كَعيْن سيدي مْحَمَّدْ الشّْرِيفْ وعين شارع التُّمور (rue des dattes) القريب وعين شارع الباب الجديد (rue Porte Neuve) وتعلمنا الوضوء والصلاة في مساجدها كجامع القايَدْ سفير، أو بالأحرى القايد صَفَر، رفيق البَيْلَرْبَايْ خير الدين بربروس وجامع سيدي محمد الشريف القرطبي الأندلسي وجامع كتشاوة…

سألتَني إن وُجِد صحفيون يهود في تاريخ الجزائر، ربما تقصد الجزائر المستقلة، وأقول لك نعم. وذلك أمر طبيعي.

وكبر اهتمامي بالتراث الأندلسي في الجزائر خلال سنوات البحث في تاريخ الطائفة اليهودية في الجزائر المرتبط ارتباطا وثيقا باليهود السفارديين (الشرقيّين)، وبتاريخ اللجوء إلى الجزائر من تلك الأرض الطيبة التي ما زلنا نصفها بِحنين “الفردوس المفقود”.
وهكذا فإن البحث في تاريخ الجزائر في العهد العثماني كان دون وعي، بحثا عن الذات المُغيَّبة في برامجنا المدرسية آنذاك تغييبًا بنوايا حسنة أحيانا ولو كانت على حسنها غير صائبة من وجهة نظري..
اليوم، أحاول أن أتقاسم مع القراء على صفحات الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي ما تعلمتُه طيلة أكثر من 25 عاما من البحث في أغوار هذه الحقبة من تاريخنا لمجرد التقاسم، لا أبحث عن مقابل مادي بل أكتفي بمتعة نشر الأفكار والمعلومات للذين يريدونها ويحبونها وفي عديد الصحف المكتوبة والإلكترونية التي تنشر ما أنشرُه على “فِيْسْبُوكْ”.

4 – كنتَ أول من خاض في قضية يهود الجزائر، وهي من “الطابوهات”، فألّفت كتاب “يهود الجزائر”، لماذا؟ هل كان في تاريخ الجزائر صحفيون يهود؟ وما المناصب التي وصل إليها اليهود في الجزائر أيام الاستعمار وفي الاستقلال؟
ألّفت هذا الكتاب، لأن الموضوع بقي غامضا بل مجهولا تماما من طرف الجزائريين في الوقت الذي كانت فيه الأحداث والمستجدات تفرض الخوض فيه؛ بدءا بالجدل الإعلامي الضخم، أو بالأحرى المُضخَّم لضرب الحكومة والإصلاحات، الذي رافق تطبيق حكومة مولود حمروش إصلاحات في قطاع التجارة الخارجية بالتعاون مع الثلاثي اليهودي العربي الأصل بن حَيِّيمْ/ بَرَّبِّي/ بن حَمُّو، ثم اتفاقيات “أوسلو” وحتى قبلها خلال منتصف الثمانينيات عندما بدأت الجزائر تستورد حتى الكتب عن تاريخ الطائفة اليهودية في البلاد بأعين غير جزائرية وبتوجهات إيديولوجية لا تنسجم، بالضرورة، لا مع مصالحها ولا مع الحقائق التاريخية.
لم أكن أفهم حينها لماذا حتى هذا التاريخ كان يُستورَد كما تُستورَد البضائع في إطار ما كان يُعرَف بـ: “برامج مكافحة الندرة”.. وكان ردي على هذه الأحداث وهذه الحاجة إلى الاطلاع على هذا الموضوع بتأليف “يهود الجزائر هؤلاء المجهولون” ثم “يهود الجزائر، موعد الرحيل”، فـ “يهود الجزائر، مجالس الغناء والطرب”.
سألتَني إن وُجِد صحفيون يهود في تاريخ الجزائر، ربما تقصد الجزائر المستقلة، وأقول لك نعم. وذلك أمر طبيعي. لكنهم كانوا حالات تُعد على الأصابع. فقد كان الصحفي وِلْيَمْ سْبُورْتِيسْ من أبرز صحفيي يومية Alger républicain (الجزائر الجمهورية) وكان يحظى باحترام وتقدير زملائه، ولا غرابة ولا عجب في ذلك، فهو جزائري وفضلا عن ذلك ناضل من أجل استقلال بلاده خلال الثورة التحريرية، وأعتقد أنه ألَّف قبل بضعة أعوام مذكراته باللغة الفرنسية.
خلال الحقبة الاستعمارية، أُدمِج اليهود بمقتضى مرسوم كريميو الصادر عام 1870م في النظام الاستعماري اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا مثلما كان يرغب فيه النظام الفرنسي مقابل تهميش وإقصاء وتقتيل المسلمين. وفيما أصبح يهود البلاد بعد 132 عاما من الاحتلال حاضرين حضورا قويا ضمن كل النخب في مختلف مجالات الحياة، أصبح المسلمون الذين كانت نسبة الذين يقرأون ويكتبون منهم عام 1830م أعلى من نظيرتها في فرنسا أميين بنسبة تُقدَّر بنحو 90 بالمائة، فضلا عن الملايين الذين قُتلوا ونُفوا وجُوِّعوا..

سألتَني إن وُجِد صحفيون يهود في تاريخ الجزائر، ربما تقصد الجزائر المستقلة، وأقول لك نعم. وذلك أمر طبيعي. لكنهم كانوا حالات تُعد على الأصابع. فقد كان الصحفي وِلْيَمْ سْبُورْتِيسْ من أبرز صحفيي يومية Alger républicain (الجزائر الجمهورية) وكان يحظى باحترام وتقدير زملائه

بحلول العقود الأولى من القرن 20م في الجزائر المحتلة، أصبح من بين يهود الجزائر الأديب والفنان التشكيلي والطبيب والمحامي والمهندس والنائب في البرلمان والإطار السامي في الحكومة والضابط السامي في جيش الاحتلال؛ على غرار العقيد روني مائير الذي كان أحد الضباط الذين أشرفوا على قمع مظاهرات سطيف وقالمة وخراطة عام 1945م والجنرال إيدموند جوهو أحد الجنرالات الانقلابيين الأربعة ضد ديغول للحؤول دون نيل الجزائر استقلالها، الذي كان قيد التفاوض بين الحكومة الفرنسية ووفد جبهة التحرير الوطني.
صحيح أن جزائريين مسلمين تمكنوا من أن يصبحوا هم أيضا أطباء وأدباء ومترجمين وفنانين تشكيليين، على غرار الفنان التشكيلي المتخصص في الفن الساذج خير الدين بن عبورة، وهو حسب بعض المصادر من أحفاد خير الدين بربروس، وباية محي الدين زوجة مغني “الشعبي” الشيخ المحفوظ والمحامي العربي فخار والمترجم بن سديرة والكولونيل بن داوود وغيرهم، لكن نسبتهم جميعا إلى إجمالي السكان تكاد تكون معدومة.

5 – هل تعتقد أن يهود الجزائر تعرّضوا للظلم رسميا وشعبيا؟ وهل من أمثلة؟

لا شك أنك تقصد مرحلة ما بعد استقلال الجزائر. سلطاتُنا تعاونت بشكل طبيعي مع اليهود الجزائريين وغير الجزائريين، وكانت نسبة قليلة منهم من المتعاطفين على الأقل مع الثورة التحريرية. لكن السلطات تفادت تسليط الأضواء الإعلامية عليهم مثلما فعلت مع المسيحيين أيضا الذين بقوا في البلاد وأسهموا في بناء الجزائر المستقلة كالطبيب جان بول غرانغو.
الجزائر كانت حديثة الاستقلال، وكانت، برأيي، غير واثقة من نفسها وخائفة على مكاسبها التي كلفتها مليون ونصف مليون شهيد فانتهجت سياسة تعاون واستفادت من الكفاءات اليهودية والمسيحية المحلية باحترام كبير لها وهو الاحترام ذاته الذي لقيتْه على المستوى الشعبي، لكن مراكز صنع القرار أُبْقِيَتْ بعيدة عنهم. وما زال آباؤنا وأجدادنا يكرمون باحترام وعرفان وحنين أطباءهم المسيحيين واليهود قبل وبعد استقلال الجزائر كالطبيب اليهودي المحبوب في قسنطينة الدكتور قجْ.
من بين تلك الكفاءات اليهودية غير الجزائرية الاقتصادي الأرجنتيني ميشال رَابْتيسْ والمهندس المعماري الكبير البرازيلي أوسْكار نْييمائير الذي بنى جامعة قسنطينة ومنشآت عمرانية متعددة في بلادنا والذي لقي كل الكرم.
وكان مارسيل بلعيش يهوديا ابن البلد من المُلاَك العقاريين المعروفين في مدينة الجزائر بل من أبرز أثرياء العاصمة الجزائرية وأصدقاء السلطة، عاش محترما ومات محترما رسميا وشعبيا وكان من المساندين للثورة التحريرية… بالمناسبة، الأرض التي بُني عليها سوق حيّ الأبيار القريب من ساحة كينيدي في مرتفعات المدينة هي عقَّار كان يمتلكه بلعيش وتبرع به خدمة لسكان الحي المحاذي لمنزله الفخم.. ولما وقع نزاع قانوني مع حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ في سنة 1990م/1991م، أنصفه القضاء الجزائري.

كان مارسيل بلعيش يهوديا ابن البلد من المُلاَك العقاريين المعروفين في مدينة الجزائر بل من أبرز أثرياء العاصمة الجزائرية وأصدقاء السلطة، عاش محترما ومات محترما رسميا وشعبيا وكان من المساندين للثورة التحريرية

أما اليهود البسطاء والتجار فقد عاشوا حياة عادية بحلوها ومرها كغيرهم من الجزائريين، وهم معروفون في الأحياء التي قطنوها أو ما زالوا يقطنونها في الجزائر العاصمة كما في قسنطينة وتلمسان ووهران.
ولكل ما سبق، لا أعتقد أن اليهود ظُلموا من الناحية الرسمية ولا من الناحية الشعبية، ولا تكفي نظرة البعض الحذرة منهم المتوجِّسة، أحيانا بمغالاة، بسبب الصراعات الدامية الدائرة في الشرق الأوسط للحُكم بأنهم ظُلموا.
المسلمون اليوم في بعض الدول الأوروبية محل ريبة وضغط، أكبر بكثير من الحذر من بعض يهودنا في الجزائر، بسبب الاعتداءات المسلحة على مصالح هذه الدول المرتبطة بصراعات النفوذ في بلدان عربية وإسلامية، مع ذلك لا ترقى للحكم والتعميم بأن المسلمين مظلومون في البلدان الأوروبية، إذ أن غالبيتهم تعيش في ظروف جيدة رغم الإهانات الإعلامية وحتى السياسية في بعض الأحيان.

6 – لم يقِلّ اهتمامك، أيضا، بأندلسيي الجزائر وتعتزم إطلاق كتابك “أندلسيو الجزائر” خلال 2016، ما قصتك مع هؤلاء؟ ما أهم ما قدّموه للجزائر ومن هم أعلامهم في البلاد قبل الاستقلال وبعده؟
جئتُ إلى هذا الموضوع عن طريق الصدفة بعد إنجاز مؤلفاتي الثلاثة عن اليهود الجزائريين الذين تنحدر نسبة عالية منهم من يهود الأندلس، على غرار الرَّبِّي إفرايم عنكاوة، أو النقاوة، صاحب الضريح الشهير في تلمسان والحاخمين ريباش وراشْباش في مدينة الجزائر دَفينيْ مقبرة بولوغين اليهودية، وأيضا عن طريق كتابي عن التراث الغنائي الأندلسي في الجزائر.
لم أكن أفهم كيف يمكن أن تتوفر البلاد على مئات الجمعيات الغنائية المتخصصة في تعليم وأداء الغناء الأندلسي وادعاء الكثير منها إجراء بحوث بشأنه دون أن تنجز لنا شيئا عن أهل هذا الغناء، أهل الأندلس، وكيف وصل تراثهم الفني إلى البلاد الجزائرية، ومَن هم هؤلاء الناس وما هي مساراتهم وإنجازاتهم.
لذا، قررت تولي هذه المهمة ولو أنني لستُ جمعية موسيقية ولا أتلقى مساعدات مالية من السلطة ولست من المدمنين على المشاركة في الندوات والملتقيات التي أصبحت منذ أكثر من 30 عاما أقرب إلى “الزردات”.. يجتمع فيها الناس للأكل والشرب والتقاط الصوَر التذكارية والظهور في الإعلام باستثناء بعض الوجوه القليلة.
بدأتُ بحوثي عن أندلسيي الجزائر عام 2002م/2003م وأصبح الكتاب الذي عنونتُه بـ “الشتات الأندلسي في الجزائر والعالم” جاهزا منذ خريف العام 2015م، غير أن بعض العقبات التقنية حالت دون صدوره في وقته فاغتنمت الفرصة لإثرائه ببعض الإضافات، وسوف يصدر خلال العام الجاري 2016م إن تمت الأمور على ما يُرام.
أما عمَّا قدمه الأندلسيون للجزائر فإن المنجزات كبيرة بل أساسية طالت جميع الميادين: الاقتصاد، لا سيما الفلاحة، العمران، الدفاع، الفنون والثقافة، الدِّين، العادات والتقاليد والطقوس الاجتماعية.. فشبكة المياه الصالحة للشرب في قصبة الجزائر من بداية القرن 17م إلى نهاية القرن 19م من إنجاز المْعلَّم موسى الحِمْيري الثغري الأندلسي، والكثير من عيون المدينة التي ما زالت إلى اليوم من إنجازه وتطويره، كذلك الجامع الجديد في ساحة الشهداء من إنجاز ابنه الحاج إبراهيم بن موسى الثغري بالتعاون مع الأسير النصراني رمضان العلج.
ديار وقصور مدينة الجزائر العثمانية تَدين أيضا للمعماريين/البنائين من أسرة بُوزُوزُو الأندلسية، التي استقرت فروع منها في مدينة بجاية، والتي ينحدر منها الرَّاحل محمود بوزوزو عاشق الموسيقى الأندلسية والمحاضر في الجامعات السويسرية، ومؤسس أول مركز ثقافي إسلامي في سويسرا بالتعاون مع المصري سعيد رمضان (والد الباحث والمفكر المسلم المعاصِر طارق رمضان).

zoom

كذلك البساتين والجنان المحيطة بمدينة الجزائر في الضواحي، من الأبيار وبوزريعة وبن عكنون إلى بئر الخادم وبئر مراد رايس وحيدرة والقبة، هي جنان ورياض أندلسية الروح والنمط وكان الكثير منها مِلكا لهم، وقد ورثت الدولة الجزائرية نسبة كبيرة مما سَلِم منها من التخريب الاستعماري وحولتها إلى إقامات رسمية لرجال الدولة والدبلوماسيين الأجانب والضيوف.
وهذه الجنان والديار والقصور موجودة في مختلف نواحي البلاد وليس في مدينة الجزائر فحسب، من بينها قسنطينة وعنابة وتلمسان والمدية والبليدة المدينة، التي بناها الأندلسيون تحت إِشراف سيدي أحمد الكبير القرطبي وبرعاية البيلرباي خير الدين بربروس، القليعة التي أسسها اللاجئون من بلنسية وقشتالة، شرشال التي أعاد بعثها أهالي غرناطة، تْنَس التي أحياها ووسعها تجار أندلسيون بالتعاون مع قبائل المنطقة بمن فيهم الأمازيغ المحليون.

ما زال المنحدرون من أصول أندلسية حاضرين بقوة في مختلف مجالات الحياة الجزائرية وفي وسط كل الشرائح الاجتماعية من بسطاء الناس إلى النخبة، نذكر منهم: وزيرة التربية الحالية نورية بن غبريط (أو بن غبريت)، وأوَّل وزير للأوقاف والشؤون الدينية عند استقلال الجزائر المؤرخ أحمد توفيق المدني

كذلك القوات الجزائرية في العهد العثماني، البرية منها والبحرية، تضمنت شريحة واسعة من الأندلسيين، بمن فيها القيادات الكبرى كرياس البحر، يرجح أن يكون الرايس حَمِّيدو الشهير أحدهم.
وما زالت الجزائر تتغنى إلى اليوم بأشعار وأغاني دينية ودنيوية لكبار الشعراء والفنانين الجزائريين من أصل أندلسي، نذكر منهم بومدين بن سهلة ومحمد بن سهلة في مجال الغناء الحوزي التلمساني، المفتي سيدي محمد بن الشاهد صاحب الأغنية “الأندلسية” المعروفة “سرق الغصن قد محبوب”، والمفتي مصطفى بن الكْبابْطي صاحب الأغنية المحبوبة العْرُوبِيَة الحَنِينية إلى الجزائر التي نظمها في منفاه في الإسكندرية في مصر شوقًا إلى مسقط رأسه وحومته التي كانت بمحاذاة سوق الكْبابطية الذي كان يقع في المكان المعروف اليوم بسوق شَارْتْرْ (rue de Chartre) المحاذي لجامع كتشاوة وساحة الشهداء، ويقول في مطلع أغنيته هذه: “يَا حْمَامْ… اعْمَلْ جْمِيلْ فِيَّ…بَلَّغ سْلاَمي للجزائر”، والشاعر المفتي سيدي أحمد بن عمار صديق ابن الشاهد وصاحب كتاب “نحلة اللبيب بأخبار الرحلة إلى الحبيب”، وقد برع في شِعر الغزل ووصف الطبيعة في جزائر ذلك العهد، إلى جانب قائمة طويلة من الفقهاء والقضاة الكبار والمفتين كابن الحَفَّافْ ومحمد بن سعيد قدُّورَة وبن بريهْمات وعلي بن الأمين وعبد القادر بن الأمين وابن الدَّباغ والأديب الفقيه الطبيب والباحث في الفيزياء عبد الرزاق بن حمادوش وابن ميمون ومحمد بن أحمد الصَّخْرِي الأندلسي الأصل الجزائري المولد، على حد تعبير المؤرخ أبي القاسم سعد الله، الذي كان من كبار علماء المالكية في مدينة الجزائر وعالمًا في الفيزياء والفلك، والقاضي الحنفي سيدي بن علي “الأندلسي”، كما يصفه محمد الأمين بلغيث، والشيخ أحمد بن أبي الرّْكَايَبْ، الذي تنحدر أسرته، حسب علي المنتصر الكتاني في كتابه “انبعاث الإسلام في الأندلس”، من آل ابن عُمر المنحدرين من “الفردوس المفقود”.
وإلى اليوم، ما زال المنحدرون من أصول أندلسية حاضرين بقوة في مختلف مجالات الحياة الجزائرية وفي وسط كل الشرائح الاجتماعية من بسطاء الناس إلى النخبة، نذكر منهم: وزيرة التربية الحالية نورية بن غبريط (أو بن غبريت)، وأوَّل وزير للأوقاف والشؤون الدينية عند استقلال الجزائر المؤرخ أحمد توفيق المدني المنحدر من أشراف مدينة غرناطة، ووزير الخارجية السابق مراد مدلسي أو مطلسي، والجنرال بن الوصيف وزير الدفاع في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد، والجنرال بن يَلَّسْ القائد الأسبق للقوات البحرية الجزائرية خلال عهد الرئيس الشاذلي بن جديد، والمؤرخ المعروف ناصر الدين سعيدوني المتخصص في الجزائر في مجال الدراسات العثمانية/الأندلسية، وآل قاضي الكبلوتي المختلطين الأندلسيين/الأمازيغيين الذين ينحدر منهم الكتب المسرحي كاتب ياسين والمسرحي مصطفى كاتب، وكذلك الصحفي الكاتب بن علي الحصار، وعالم الفلك والمرشح للانتخابات الرئاسية الأخيرة في الجزائر لوط بوناطيرو (Bona Terro ومعناها الأرض الطَّيِّبة باللغة الإسبانية)، والمغنّي المعروف محمد الغفور، وعازف الكمان آلتو ماماد بن شاوش المتخصص في الموسيقى الأندلسية في مدينة الجزائر، وغيرهم.

7 – تعتزم اقتحام عالم الرواية بعدما اقتحمت عالم الصحافة والبحث؟ هل تطلعنا على أولى رواياتك التي تعتزم كتابتها؟
نعم أتمنى أن يسعفني الوقت والعمر لهذه الغاية، وذلك رغبة في تحقيق حُلم قديم حيث بدأتُ أول محاولة ولم أكملها عندما كان عُمري 10 سنوات، وبقيت غصة في الحلق. ثم خلال تسعينيات القرن الماضي، عادت فكرة الرواية مجددا إلى نفسي، غير أن ظروف العمل والدراسة والتأليف حول الطائفة اليهودية، والحرب الأهلية، حال دون ذلك.
الآن، أعتقد أني جاهز أكثر من أي وقت مضى لتجسيد هذا الحُلم القديم الذي كبر وأصبح مشروع روايات وليس رواية واحدة… لكنني بصراحة، لا أدري كيف ستكون هذه المغامرة الثقافية.. سنعمل ونترك الحُكم بالنجاح أو الفشل لأهل الخبرة والقراء.

الذين خطفوني من مكتبي عام 1996م في صحيفة “الحرية” واقتادوني ممددا على المقعد الخلفي لسيارة رونو 19 من شارع العربي بن مهيدي إلى مقر تابع لأجهزة الاستخبارات في بن عكنون مغطى الرأس ما زالوا يُحيُون ويميتون ويستقطبون الصحافيين

أول رواياتي ستمزج بين السيرة الذاتية (الأوتوبيوغرافيا) وسيرة المجتمع الجزائري في صيغته القصْبجية الشعبية، ولن أبتعد كثيرا عن عوالمي التاريخية التي دخلتها قبل أكثر من رُبع قرن ولم أخرج منها بعد.. التفاصيل نتركها لأوانها.

8 – كيف يرى فوزي سعد الله المشهد الإعلامي في الجزائر، المكتوب والتلفزيوني والإلكتروني؟ هل حقق الإعلاميون بعض الإنجازات في مجال الحريات؟
الإعلاميون لوحدهم لا يمكنهم تحقيق إنجازات ذات بال تحدث تحولات جذرية إستراتيجية إذا كانت السلطة تقيِّد وتمنع الحريات. الذين خطفوني من مكتبي عام 1996م في صحيفة “الحرية” واقتادوني ممددا على المقعد الخلفي لسيارة رونو 19 من شارع العربي بن مهيدي إلى مقر تابع لأجهزة الاستخبارات في بن عكنون مغطى الرأس ما زالوا يُحيُون ويميتون ويستقطبون الصحافيين القادرين على العطاء والتغيير لتحويل رياح وقوى التغيير إلى وِجهات أخرى تخدم الأنا والمصالح الضيقة لجهات في السلطة، وللصحفيين المُستقطَبين الذين قيل لي إن بعضهم تم شراء ذمته خلال السنوات الأولى للألفية الثالثة بهاتف محمول وحتى بأقل منه بعلبة “حلوة التُّرك”..

هؤلاء الذين اختطفوني لم يقولوا لي السب الحقيقي، ولما سألتهم أخبروني أن السبب هو الخدمة الوطنية، علما أن الخدمة الوطنية من اختصاص الدرك الوطني !
المشهد الإعلامي في تراجع يثير الأسف والشفقة، ليس لعجز أهل المهنة بل لعدم رغبة ذوي الحل والعقد في تشجيع نهوض صحافة كفؤة ومُحترَمة.
المؤسسات الإعلامية الجزائرية بمختلف أنواعها تتوفر على كفاءات عالية وبالمقاييس الدولية، لكنها إما مُستقطَبة سياسيا أو مخنوقة مهنيا مثلما يجري مع كل الكفاءات في جميع المجالات. الصحافيون الجزائريون ينجحون ويلمعون بمجرد خروجهم من بلدهم إلى فضاءات أرحب وأكثر سعة واحتراما للكفاءة والجُهد وليس لِما يُسمى عندنا “الشطارة” و”الأَفِيرِيزْمْ” (Affairisme) التعيس الذي يخرِّب ولا يبني.
يجب التذكير في هذا السياق بمجموعة من الصحفيين الذين حققوا إنجازات محترمة في مجالهم، لكن برعاية من السلطة في عهد حكومة الإصلاحات (1989م/1991م)، عندما توفّرت إرادة التغيير، على غرار المدني عامر والمعتز بالله جيلالي ومحفوظ بن حفري ونور الدين خلاصي ومحمد بوازدية وعابد شارف ومراد شبين والقاضي إحسان ومصطفى هميسي وصحفيات أخريات.. هؤلاء لم يموتوا وهم أحياء يُرزقون ويمارسون مهنتهم وقادرون على العطاء أكثر، لكن حضورهم الإعلامي ودورهم كصحفيين أصبح بسبب الظروف الجديدة التي تفرضها السلطة أقل بروزا وأقل أهمية اليوم.

أقول هذا وأنا أتذكّر كيف كانت تُمنع رخص تأسيس الصحف خلال تسعينيات القرن الماضي عن صحفيين معترَف لهم بالجدية والخبرة والكفاءة وتُمنح لأناس بعضهم لا يملك حتى شهادة البكالوريا، وفيهم مَن كان يشتغل حارسا في شركات محلية

وينطبق الأمر ذاته على الأجيال الجديدة من الصحفيين والصحفيات.. من بين نخبة إعلاميينا مَن دُفع دفعا إلى الهجرة على غرار مراد شبين ومصطفى هميسي خلال “سنوات الجمر” ومنهم مَن وجد نفسه يشتغل لمجرد كسب القوت، ومنهم مَن انخرط في لعبة الولاء والاستقطاب السياسي، وهناك حتى مَن تخلى عن الصحافة ليكسب رزقه من مهن أخرى وهم كثيرون.. وهذه خسارة لهم وللجزائر، وحتى السلطة، المسؤول الأول عن هذا النزيف خاسرة بالمقاييس الإستراتيجية وإن رأت بعض رؤوسها أنها رابحة من الناحية التكتيكية السياسية.

9 ـ كيف يحبّ سعد الله أن يرى المشهد الإعلامي في الجزائر؟
وفق مبدأ الاقتصادي الأنجليزي آدم سميث “دَعْهُ يَعْمَل، دعه يَمُرّ”. أقول لأصحاب القرار لا تخنقوا الكفاءات إذا عجزتم عن رعايتها، دعوها تنشط واحموها وسترون ما الذي ستجنونه وستجنيه كل الجزائر بعد سنوات إذا كنتم بالفعل تحلمون بجزائر أقوى محترَمة ومزدهرة وأكثر استقرارا.
يجب الكف عن وضع قطاع الإعلام بين أيادي غير جديرة به، أقول هذا وأنا أتذكّر كيف كانت تُمنع رخص تأسيس الصحف خلال تسعينيات القرن الماضي عن صحفيين معترَف لهم بالجدية والخبرة والكفاءة وتُمنح لأناس بعضهم لا يملك حتى شهادة البكالوريا، وفيهم مَن كان يشتغل حارسا في شركات محلية وكيف كان يُطرد المتخرجون بشهادات امتياز من أكبر الجامعات الدولية ويُعوَّضون بمن لم يعرفوا أبدا مقاعد الجامعة وجيء بهم من مجالات أخرى لا علاقة لها بالصحافة والإعلام..

10 – ماذا علمتك تجربتك في الإعلام خارج البلاد؟
علمتني أننا لسنا على كل التخلف والفشل الذي نعتقد إلى حد الإحباط واحتقار الذات.. بل إن التكوين الذي تلقيناه في الجزائر قوي بما يكفي، رغم عيوبه، وقادر حتى على المنافسة دوليا، وإن كان البعض يحسبني مصابا بمس من الجنون عندما أقول مثل هذا الكلام.
علمتني تجربتي في الخارج أن لدينا الكثير من الميزات والمقدرات، لكننا لم نعد نراها من شدة الإحباط والانهزامية بسبب ما مر علينا “بفضل” مجموعة من القيادات أدخلتنا حربا أهلية كارثية بذريعة حماية البلاد من “الظلامية” عام 1992م ولم تؤد “نورانية” هذه القيادات بالبلاد إلا إلى ظلام حالك أكثر سوداوية ومأساوية إذ أنه من المعروف بأن أقل ما حصدناه منها هو 250 ألف قتيل، حسب الأرقام الرسمية، وأخطر ما طالنا منها هو انهيار القيم وتدمير أواصر المحبة والثقة والاحترام بين الجزائريين وتنمية الأنانيات والفساد.. الذي أنتج الجزائر التي نعرفها اليوم، والتي قد لا أحتاج إلى وصفها، لأنكم أدرى بها مني بحُكم تواجدكم في الجزائر وتعانون منها أكثر مني وبشكل يومي.. ولا أعتقد أن هذه الجزائر هي التي حلمنا بها والتي يتمناها كل الجزائريين.

LAISSER UN COMMENTAIRE

S'il vous plaît entrez votre commentaire!
S'il vous plaît entrez votre nom ici