حتى لا تسقط فكرة الثورة والحراك ويتم تناسيها بالتقادم والتيه في الفراغ..

0
192
Said Loucif

 ·  مرة أخرى وبعد سنة من منشور مشابه أعيد التأكيد بداية بأنني لست من أولئك الذين يهوون اعطاء دروس مجانية للاخرين ، او من أولئك الذين يعشقون ممارسة ابوية على الأفراد والجماعات. فأنا شخص فقير في علمه ومعارفه، ولو أنني اعتقد أن فقر والدي وأميته، قد شكلا بالنسبة لي فرصة فريدة في تحول شخصي وتطور ذاتي، ومدخلا فكريا لفهم واقع و حقائق جميع من انهكتهم متاعب الحياة في كل الاوطان، وعلى اختلاف الأديان والثقافات… اي أولئك الذين ما انقطعت يوما، اومللت من الدفاع عنهم، وهم يواجهون كل اشكال الهيمنات و الاقصاءات…وبعيدا عن هذا الأمر أو ذاك، فإنني أيضا لاأزال ارفض ان اكون بوقا ينفخ في الهوا.. أو ينفخ فيه بعيدا عن اي ذكاء…

كما لا أزال ارفض ان أكون شخصا يفكر على هامش المجتمع والتاريخ ومستقبل الجزائريين والجزائريات، أو على النقيض لما يرضونه لانفسهم تحت أي ضغط أو اكراه.. وعليه، اجد اليوم نفسي ملزما اكثر من اي وقت مضى، و في خضم ما نعيشه من فراغات، ومخاطر ورهانات، ومحاولات دنيئة لإعادة إنتاج الهيمنات، وفي خضم أيضا ما يعيشه المجتمع من احتقار وتهميش ومحاصرة بأشكال عنف متعددة من كل الأطراف والجهات، وبالاضافة إلى عجز « النخب » السياسية عن انتاج محتوى سياسي لدولة حديثة يتحدد فيها معلم (بفتح اللام) المواطنة كإطار مرجعي تنصهر فيه كل الذوات والجماعات، وأمام انهزامها أمام إعادة إنتاج التحالفات العشائرية والقبلية والجهوية ، المغلفة بخطابات الدين تارة، وخطابات الديمقراطية وحقوق الإنسان تارة أخرى ، أو المغلفة تحايلا في كثير من الأحيان باسم التوافق والتفاوض وحسن النوايا وجلسات « الڨصرة » والحوار.

وبالفعل، إنني اجد اليوم نفسي ملزما اخلاقيا التأكيد على ضرورة أن تبقى ديناميكية 22 فيفري الحقيقة الاجتماعية الموضوعية الوحيدة التي تأطر كل مساعي التحديث والاهداف، وتأطر حق الجزائريات والجزائريين في الاعتراف السياسي و كل ما يحمله هذا الاعتراف من معنى ودلالات، ومقاصد و طموحات..

التفكير والنقاش ينبغي ان يصوب نحو الكيفيات التي تسمح للمجتمع بالتحرر نهائيا من كل الهيمنات (الدينية، الهوياتية، الايديولوجية، وعسكرة العقول و الذهنيات والفضاءات…الخ)، و في الاليات أيضا التي تسمح له باسترجاع الشرعية ، والانعتاق من الحڨرة، و التسلط والاهانة ، وحقه في ممارسة السياسة دون وصاية او اكراه ..

التفكير والنقاش ينبغي ان يصوب نحو الكيفيات التي تسمح للمجتمع من مأسسة الاختلاف، بعيدا عن أي عنف أو عنف رمزي، و في الكيفيات أيضا التي تمكنه من بعث سيرورة إنتاج الفرد والمواطن بعيدا عن هيمنة فكرة العشائرية والجهوية، وضيق مساحة الانتماء..

التفكير والنقاش ينبغي ان يصوب نحو احسن السبل التي تسمح للجزائريات والجزائريين من تحقيق التوزيع العادل للثروة، وتسمح لهم من تطوير تعاملات وتبادلات تمكنهم من رفض الريع كدعامة في إدارة شؤون المجتمع والدولة، ورفض الرداءة والجهوية والقوة ان تصبح قدرا محتوما تهزم المستقبل و الإرادات، و تفرض كمعايير للترقية الاجتماعية وتحديد العلاقات ..

التفكير والنقاش ينبغي ان يصوب نحو حق الجزائريات والجزائريين في تحديد معالم اعادة تنظيم السلطة ، وممارسة الحكم و التمكين للشرعية و مصدر السلطات..

التفكير و النقاش ينبغي ان يصوب نحو مأسسة القانون والاحتكام إليه، دون أن ينتهك بالقوة والانقلابات في حالات الصراعات والنزاعات، وأن يصوب أيضا نحو الكيفيات والاطر التي تسمح لزهور الجزائر بالتفتح، و بأن ترسم معالم مستقبلها لوحدها ، بعيدا عن كل الوصايات..التفكير والنقاش ينبغي ان يصوب دوما وباستمرار نحو تعبيد طرق آمنة لتغيير النظام وإعلان ميلاد دولة المواطن، حتى نتفادى جميعا الدخول في زنقة لهبال…

نهاركم زين ومبروك 💖🌹

LAISSER UN COMMENTAIRE

S'il vous plaît entrez votre commentaire!
S'il vous plaît entrez votre nom ici