الحلب في إناء الخصوم

0
2007

Nadjib Belhimer

In Facebook

  · 

يربط الإعلام الجزائري، من خلال التحليل والتعليق الذي يقدمه صحافيوه والخبراء المتدخلون فيه، بين الرحلة الروسية والعلاقة الجزائرية الفرنسية.

خلاصة الاستنتاج الرائج أن الجزائر توجه رسالة إلى باريس بإدارة ظهرها لها والتوجه نحو الشرق حيث أكثر من غريم، ويجري التذكير بتأجيل زيارة باريس مقابل التعجيل بالذهاب إلى موسكو، وفي السياق يستدعى البريكس وإعادة صياغة النظام الدولي.

في الإعلام اليميني الفرنسي نجد قراءات مشابهة لما يسوقه الإعلام هنا، هم أيضا يقولون، وبادعاء كثير من الحكمة، إن الحكم في الجزائر ماض في صد الباب في وجه ماكرون وأنه سيلجأ إلى استخدام ما سماه الرئيس الفرنسي « ريع الذاكرة » وأن رهان سيد الإيليزي على « الصداقة » الجزائرية خاسر لا محالة.

يتهم الإعلام الجزائري نظيره اليميني الفرنسي بالعمل لصالح من سماهم تبون يوما « لوبيات » تسعى لتخريب جهد ماكرون لبناء علاقة متوازنة وعلى أسس متينة مع الجزائر، ويصنف من يعلقون على الشأن الجزائري أو على العلاقة الفرنسية الجزائرية بأنهم يمثلون هذه « اللوبيات » التي تتحول ببساطة إلى « دولة عميقة » مشدودة بالحنين إلى « الجزائر الفرنسية ».

لا يدفع الإعلام الجزائري تلك الادعاءات التي يروجها الإعلام اليميني الفرنسي عن انخراط الجزائر في التحالف مع موسكو ضد الغرب، وهو أمر ينفيه الخطاب الرسمي، بل يجتهد في الاحتفاء بهذا « التحدي » الصريح للغرب، وفي السياق يذكر بقصة النشيد الوطني الكامل.

المفارقة في كل هذا أن ما ينشر ويقال هنا يقدم لليمين الفرنسي و »اللوبيات » و »الدولة العميقة » ويتامى « الجزائر الفرنسية » ما يثبت مزاعمهم، بل إنه يضيف كثيرا من الماء إلى طاحونة هؤلاء الذين يصنفون كأعداء للجزائر ومخربين لمشروع بناء علاقة مستقرة وواضحة مع فرنسا، مع اختلاف واضح بين هدف إعلام همه تسويق « جزائر جديدة » عظمى، وهدف إعلام يميني فرنسي يختصر الجزائر في مشكلة هجرة ومهاجرين.

نعم.. عندما تكون شعبويا وتجعل هدفك اختراع إنجازات وهمية ستجد نفسك تحلب في إناء الأعداء والخصوم، وستتحول إلى أداة في أيدي من تزعم محاربتهم.

LAISSER UN COMMENTAIRE

S'il vous plaît entrez votre commentaire!
S'il vous plaît entrez votre nom ici